Please ensure Javascript is enabled for purposes of website accessibility الاحتفاء بإنجازات المرأة الإماراتية | الدار
#الخيارات المميزة

سبتمبر 30 2025

الاحتفاء بقوة ونجاح المرأة الإماراتية

يُعدّ يوم المرأة الإماراتية مناسبة لتكريم النساء اللاتي شكّلن ملامح دولة الإمارات بشجاعتهنّ وتعاطفهنّ وحكمتهنّ. فمن صمت الصحراء الواسع إلى المطابخ المغمورة بعبق الزعفران، تروي قصصهنّ إرثًا لا يزال يوجّه الأجيال الجديدة. تسلط هذه المقالة الضوء على ثلاث نساء استثنائيات والدروس التي يتركنها خلفهنّ.

الإخلاص في كل خطوة

بنت فاطمة الحملي حياتها حول الإبل والصحراء. وقد تجلّى إخلاصها في رعايتها لها، ومشاركتها في المسابقات بها، وارتباطها بإيقاع عالمها. قصتها هي حكاية قوة هادئة وإرث يُحمل إلى المستقبل.

البدايات في الصحراء

نشأت فاطمة في منطقة الظفير برفقة عمتها. كانت الحياة شاقة، لكنها مليئة بالدروس. تعلّمت بناء البيوت من سعف النخيل، وحمل القِرب الثقيلة، والاعتماد على حليب الإبل والتمر في الغذاء. ومنحتها هذه السنوات المبكرة صلابة واحترامًا دائمًا لأبسط النعم.

كسر الحواجز كأول مالكة إبل إماراتية

في مجال يهيمن عليه الرجال، تقدّمت فاطمة لتكون أول امرأة إماراتية تربي الإبل وتشارك بها في المسابقات. واجهت التحديات بثقة، مدفوعة بإيمانها بقيمة التراث. وجاء التقدير حين فازت إحدى إبلها في مسابقة جمال في قطر. وكان لهذا الإنجاز معنى خاص، إذ مثّل وطنها وكرّم التراث الذي تحبّه.

صون التراث من خلال الروتين اليومي

يتجلّى إخلاصها في نمط حياتها اليومي. قبل شروق الشمس، تطعم إبلها وتصحبها إلى الصحراء. وبحلول الظهيرة، تعود بها لتناول كرات النخالة والدقيق، وهي وجبة تحافظ على قوتها. هذا الروتين ليس مجرد رعاية، بل هو تذكير حي بماضي أسرتها وطريقة لضمان بقاء التراث حاضرًا في كل خطوة تخطوها مع إبلها.

الرحمة في كل لمسة

كرّست أم سعيد، مريم أحمد بن سعيد المهيري، حياتها للشفاء. جاءت وصفاتها من التراث، لكن رعايتها جاءت من القلب. جعلتها رحمتها شخصية موثوقة داخل مجتمعها وخارجه.

علاجات موروثة عبر الأجيال

بدأت معرفتها في بيتها الواقع في أزقة دبي القديمة. تعلّمت من أجدادها الذين درّسوا القرآن ومارسوا بدايات الطب الشعبي. توارثت العلاجات جيلاً بعد جيل، كأمانة تُصان. نشأت أم سعيد على قناعة بأن الشفاء ليس مجرد مهارة، بل مسؤولية لمواصلة ما بدأته عائلتها.

وصفات قائمة على الرعاية والإيمان

كان أحد دروسها الأولى علاجًا لاذعًا خُفّف بطعم حبة فلفل واحدة. أدركت أن العلاج لا يقوم فقط على الأعشاب، بل يحتاج إلى الصبر واللطف. وحينما مرضت لاحقًا، عادت إلى "كتاب الطب النبوي" واستعادت عافيتها. واكتشفت أن شفاء الآخرين يبدأ بشفاء النفس.

توجيه الجيل القادم من النساء

انتشرت سمعتها في أنحاء الخليج، بل وصلت إلى دول بعيدة مثل الصين وأمريكا، حيث قصدتها النساء طلبًا للنصيحة. ومع ذلك، ظل تركيزها على نقل المعرفة لمن حولها. حثّت الأمهات على تعليم بناتهن كيفية العناية بالأسرة، واحترام الآخرين، وإدارة البيت بكرامة. وبرأيها، الرحمة هي أعظم علاج، وأثرها يدوم أطول من أي دواء.

الحب في كل وصفة

كان مطبخ ماما أمينة أكثر من مجرد مكان للطهي. كان مدرسة تُعلَّم فيها دروس الصبر والكرم والثقافة من خلال كل طبق. حبها لإطعام الآخرين جعل من الطعام جسرًا يربط بين الأجيال.

دروس تعلمتها في مطبخ العائلة

بدأت الطهي منذ طفولتها، بإرشاد والدتها وجدتها وعمّاتها. أصبح المطبخ صفّها الأول، حيث تعلّمت أن كل وصفة تحمل حكاية، وكل حكاية تحترم التقاليد. شكّلت هذه الدروس المبكرة إحساسها بالمسؤولية وفخرها بقيم العائلة.

الضيافة كركن ثقافي

بالنسبة لماما أمينة، لم تكن خدمة الطعام عبئًا. فبعد صلاة الفجر، كانت تُعدّ وجبات تمتد أحيانًا حتى بعد الظهر. وكان الضيوف يُرحَّب بهم دائمًا لمشاركة ما وُجد على المائدة. كانت تؤمن بأن كثرة من يتناولون الطعام تزيد من بركته. حولت ضيافتها كل وجبة إلى علامة على الهوية الثقافية.

الطبخ بلطف واحترام

لم تكن تقيس بالملاعق، بل بيديها وقلبها. كان الطبخ عندها إحساسًا وسخاءً وصبرًا. وكان الاحترام أول ما يُقدَّم، سواء من خلال الماء أو القهوة أو الوجبة المفضلة للضيف. وبرأيها، فإن اللطف هو النكهة التي تكمل كل وصفة.

حكمة تُنقل عبر الأجيال

تختلف حكايات فاطمة الحملي وأم سعيد وماما أمينة في تفاصيلها، لكنها تتوحّد في روحها. تسلط قصصهنّ الضوء على القيم التي لا تزال تُرشد المجتمع الإماراتي.

دروس حياة خالدة

علّمتنا فاطمة أن الإخلاص يصنع الصلابة. وأثبتت أم سعيد أن الشفاء لا يتم إلا بالعطف. وذكّرتنا ماما أمينة بأن الطعام يمكن أن يحمل الحب والاحترام. هذه الدروس خالدة لا تقيّدها الأزمان.

قيم توحّد نساء الإمارات

الصبر، والكرم، والكرامة هي جوهر هذه القصص. تظهر في الصحراء، وفي العيادة، وفي المطبخ. وهي دليل على كيف تساهم المرأة في بناء الأسرة والمجتمع.

إلهام المستقبل بالإرث

لا تزال حكمتهنّ تُخاطب الأجيال الشابة، تحثّهم على الاعتزاز بالجذور، والانفتاح على الفرص الجديدة. ومن خلال حمل هذه الدروس قُدُمًا، سيظل روح المرأة الإماراتية فاعلًا في تشكيل مستقبل الوطن.